الحب الاول فى حياة النبى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحب الاول فى حياة النبى
الحـب الأول
ان الحمد لله.. نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره..
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا..
من يهده الله فلا مضل له..
و من يضلل.. فلن تجد له وليا مرشدا..
مازلنا مع سيرة الحبيب المصطفى “ص”..
و اتكلمنا في اللقاء الماضي عن الرسالة.. و مكانة الرسالة..
و اتكلمنا عن مرحلة ماقبل بعثة النبي"ص"
و لكن فيه حدث مرينا عليه مرور الكرام .. محتاجين اننا نفصله أكتر لارتباطه بموضوع النهاردة..
النهاردة هانتكلم عن .. الحب الأول..
عن المرأة الأولى في الإسلام..
أمنا .. السيدة خديجة بنت خويلد.. رضي الله عنها..
اتكلمنا في اللقاء الماضي و قلنا ازاي ربنا سبحانه و تعالى اختار الزمان و المكان و الإنسان لهذه الرسالة..
و ازاي هيأ النبي “ص” نفسيا و فكريا و اجتماعيا..
و النهاردة هانتكلم.. عن ازاي ربنا سبحانه و تعالى اختار له رفيقة الدرب.. الزوجة الصالحة ..
زي ماقلنا في اللقاء الماضي..
ان النبي"ص" اشتهر بين الناس بالصدق و الأمانة.. و الحكمة و رجاحة العقل..
دي كانت شهرته.. كشاب.. و كرجل بين رجال مكة..
فكان هو الصادق الأمين بين الرجال..
و ياترى مين أنسب زوجة للصادق الأمين؟
الطاهرة..
ده اللقب اللي لقبت بيه السيدة خديجة من بين نساء مكة..
السيدة خديجة.. النبيلة.. الحكيمة.. سيدة قريش و أشرف النساء في قريش.. الطاهرة..
ترى في محمد “ص” نموذج الرجولة الحقيقية.. نموذج العقل.. و الحكمة.. و الشرف..و التعالي عن السفاسف..
اتقدملها كتير من الطامعين فيها و في ثروتها من كبار رجال مكة.. فتعرض عنهم .. كلهم..
و تسعى.. لمحمد “ص”..
ايه ده؟.. بقى ترفض الأغنياء و الأكابر… و تسعى لمحمد “ص”.. الفقير؟
ايوة..
السيدة خديجة .. كانت قمة في الحكمة.. و العقل..
فشافت في محمد “ص” نبل المعدن.. و الأصل..
لأنها جربته في ميدان.. قليل جدا ما حد ينجح فيه..
ميدان التجارة ..
فاكرين لما قلنا المرة اللي فاتت ان الفلوس لما بتدخل بين الناس.. بتبان المعادن على حقيقتها؟..
و ازاي ان النبي"ص" دخل الأسواق و اشتغل فيها و احتك بالناس و بمعاملاتهم المادية.. فدخل طاهر.. و خرج طاهر زي ماهو..لم تلوثه المادة..
السيدة خديجة لمست النقطة دي بشدة لما جربت محمد “ص” في التجارة.. و شافت منه الأمانة.. و مش بس كده..
ممكن الواحد يبقى أمين في التجارة.. بس خايب و ينضحك عليه. و القطة تاكل عشاه زي ما المثل بيقول..
لكنها لمست في النبي “ص” الأمانة.. و كمان المهارة.. و الذكاء..
بقدر ماكان أمين و صادق في معاملاته.. بقدر ماكان ذكي...و ماهر..
و محمد “ص”.. شاب. في عز شبابه.. 25 سنة..و بتُعرَض عليه أرملة أكبر منه بـ 15 سنة..
ايه اللي يخليه يرضى بيها؟..
و مش بس كده..
يرضى بيها.. ومايتجوزش عليها.. و بعد ما يتوفاها الله يفضل متحسر علي فراقها لآخر حياته..
يحس ان كل زوجاته ماعوضوهوش عنها.. ماملوش الفراغ اللي سابته في قلبه..
الشاب منا في عز شبابه.. بيحلم بالمانيكان اللي هايتجوزها..
و يقعد يتخيلها بقى.. عاوزها بيضا و شعرها اصفر و عينيها زرق..وملتزمة محجبة..و حافظة القرآن كله..
انا اعرف واحد والله مأجل جوازه عشان بيدور على واحدة ملتزمة و منقبة و حافظة القرآن.. ايه؟. و مش لاقيها؟.. لأ أصله مشترط انها تكون بيضا..
فيعني ربنا ينوله اللي في باله..
اللي اقصده.. ان أي شاب مننا.. حتى كملتزمين.. غالبا ماعندوش استعداد أبدا لتقديم أي تنازلات على الإطلاق في موضوع شريكة حياته و زوجته ده نهائيا.. و بيعلل ده بانه يقولك مانا لازم اعف نفسي..
أما النبي “ص”..
بعد ده كله.. ممكن يتقال عنه انه شهواني؟.. أوبيبحث عن المتعة أو بينظر للمرأة كمتاع؟
اللي يقول كده بعد كل ده.. يبقى مجرد افتراء هزيل جدا..
محمد “ص” .. كان يبحث عن القلب الحنون..
و في نفس الوقت.. بيبحث عن العقل اللي يقدر يشاركه في رحلته و يفهم ايه اللي شاغل باله..
و احنا قلنا قبل كده ازاي انه كان أكتر حاجة شاغلاه.. هي الدين الحق.. البحث عن إجابة..
كان بيدور على السند.. و السكن.. اللي يسكن اليه و يشاركه افكاره و أحاسيسه.. في عالم.. ظهر الفساد فيه في البر و البحر..
فمين يكون السند.. غير خديجة “ر”..
اللي يقرأ السيرة.. يستشف منها ان السيدة خديجة زي ماتكون حست ان محمد “ص” فيه حاجة..
الشخص ده هايكون له شأن.. ربنا بيعده لحاجة..
فاختارت انها تكون الزوجة.. المؤمنة بزوجها.. فعرضت نفسها على محمد “ص” للزواج..
وتزوجها محمد “ص”..
و تمر الأيام..
محمد “ص” عنده دلوقت 40 سنة..
سن النضج..
و بحثه عن الحقيقة.. بيزيد يوم ورا يوم..
فبدأ يبعد..
ينطلق الى الجبال..
يقضي الأيام و الليالي في غار حراء.. يتأمل..يتفكر.. يقلب وجهه في السماء..
اين الطريق؟
و السيدة خديجة.. المؤمنة بزوجها.. ترضى انها ترعاه من بعيد.. لم تعترض.. ولم تتذمر أبدا..
ما أجمل ان الإنسان يحس ان شريكة حياته عندها نفس القضية و الرسالة ..
يوم مايغيب.. هي الزوجة و الأم و ربة البيت..
و يوم مايرجع.. هي الحب و الود والأنس و السكن..
و هي مؤمنة بيه..
حاسة بيه..
و تمر الأيام..
و ينزل الوحي على النبي"ص" بأول سورة “إقرأ”
و يعود النبي"ص" الى السيدة خديجة بيرتعش من الخوف.. “ زملوني زملوني”
فتزمله السيدة خديجة..
و يقبل عليها يحكيلها.. أول شخص يحكيله النبي"ص" عن التجربة الرهيبة دي.. هي زوجته..
...:يا خديجة ((لقد خشيت على نفسي))..
و تشوف موقف السيدة خديجة .. اللي يهزك من جواك..
(( كلا واللّه لا يخزيك اللّه أبداً إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق ))
ياااااه..
ايه اليقين ده..
تخيل..
واحدة.. زوجها يقعد فترة بيعتكف برة البيت أيام و ليالي.. و تصبر..
انما ييجي بعد كده يقولها انا جالي ملك في الغار و نزل عليا وحي من الله..
لأ كده كتير قوي يعني..
انما السيدة خديجة ماشكتش لحظة..
مش باقولك.. ربنا اختارها تكون هي السكن للرسول “ص”..
و مش بس تكتفي بالكلام اللي ينزل كالبرد على قلب النبي"ص" يهديه و يطيب خاطره..
لأ.. دي تاخد موقف عملي.. تتحرك فورا.. تبحث عن أهل العلم.. عشان تتأكد منهم..
و تذهب السيدة خديجة بالنبي"ص" الى ابن عمها “ورقة ابن نوفل”
شيخ كبير. كفيف..لكنه كان تنصر في الجاهلية و كتب الكتاب العبراني و درسه..
فقالت : “يابن عم.. اسمع من ابن أخيك”..
فقال له ورقة : “يابن أخي.. ماذا ترى؟”
فحكاله النبي “ص” على اللي حصل..
فقال ورقة : ((هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى. يا ليتني فيها جذعاً - أي ليتني كنت شابّاً- ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك))
فقال “ص” مدهوشاً: ((أوَ مخرجيَّ هم))؟!
معقولة؟..
فاكرين كل الكلام اللي قلناه.. الصادق الأمين.. الحكيم.. المحبوب بين الناس.. اللي الناس فرحوا بيه يوم ما حكم بينهم في موضوع حمل الحجر الأسود..
معقولة نفس الناس دول.. يطردوا نفس الشخص ده من بلده؟؟ طب ليه؟
فقال ورقة: ((نعم. لم يأتِ أحد. بمثل ما جئت به إلا عودي. وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً))
لكن ورقة..مات بعدها بفترة بسيطة..
و كأن ربنا سبحانه و تعالى مد في عمره عشان يقول الكلمتين دول للنبي “ص”..
“لم يأتِ أحد. بمثل ما جئت به إلا عودي”..
دي سنة الحياة يا محمد"ص"..
الناس اتعودت تقدس فكر الآباء و الأجداد.. بخيره و شره..
صعب جدا انك تيجي في لحظة تقولهم سيبكم من كل اللي فات ده.. كل ده غلط..
صعب انك تيجي على التراث و التاريخ ده كله و عاوز تمسحه بأستيكة.. و الناس يتقبلوا منك ده ببساطة..
سنة.. في كل عصر.. و كل أوان..
حتى دلوقت..
في أيامنا دي.. بتسمعها كتير..
لما تيجي تنصح حد.. أو تدعو حد.. ببساطة بيقولك.. أو لو كان مؤدب بيقولها في نفسه و مايبينهاش..
“يعني معقولة انت اللي صح والناس كلها غلط؟؟؟”
زي القصور الذاتي في الطبيعة.. الجسم المتحرك يقاوم السكون.. و الجسم الساكن يقاوم الحركة..
شيل “الجسم”.. و حط مكانها “الفكر”.. أو “المجتمع”..هايديك نفس النتيجة..
المجتمع اللي اتعود على السكون.. خلاص تراث الآباء و الأجداد غير قابل للتشكيك.. و الدنيا و التاريخ وقفوا لغاية كده..بيقاوموا التغيير سواء كان التغيير ده للأفضل أو الأسوأ..
و فهم النبي"ص" القانون ده من أول لحظة..
فهم ان الموضوع مش بسيط أبدا..
خصوصا انه مش مطلوب منه يغير فكر أهل مكة بس..
ده مطلوب منه تغيير أفكار البشرية كلها..
عشان كده أول ما كلف النبي “ص” بالدعوة زي ماهانشوف ان شاء الله في لقائنا القادم..
بقى لا يكل ولا يمل.. شعلة نشاط في مجال الدعوة..
و في نفس الوقت لأنه فهم القانون ده.. كان بيصعب عليه الناس..
يشفق عليهم.. يعذر جهلهم ((فإنهم لا يعلمون)).
هايموت نفسه في الدعوة عشان الناس تشوف اللي هو شايفه..
عشان ينقذ الناس دول من النار..
بيدعو الناس في كل مكان و في كل وقت..
ده همه..
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذا الْحَدِيثِ أَسَفاً) الكهف 18/6.
ان الحمد لله.. نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره..
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا..
من يهده الله فلا مضل له..
و من يضلل.. فلن تجد له وليا مرشدا..
مازلنا مع سيرة الحبيب المصطفى “ص”..
و اتكلمنا في اللقاء الماضي عن الرسالة.. و مكانة الرسالة..
و اتكلمنا عن مرحلة ماقبل بعثة النبي"ص"
و لكن فيه حدث مرينا عليه مرور الكرام .. محتاجين اننا نفصله أكتر لارتباطه بموضوع النهاردة..
النهاردة هانتكلم عن .. الحب الأول..
عن المرأة الأولى في الإسلام..
أمنا .. السيدة خديجة بنت خويلد.. رضي الله عنها..
اتكلمنا في اللقاء الماضي و قلنا ازاي ربنا سبحانه و تعالى اختار الزمان و المكان و الإنسان لهذه الرسالة..
و ازاي هيأ النبي “ص” نفسيا و فكريا و اجتماعيا..
و النهاردة هانتكلم.. عن ازاي ربنا سبحانه و تعالى اختار له رفيقة الدرب.. الزوجة الصالحة ..
زي ماقلنا في اللقاء الماضي..
ان النبي"ص" اشتهر بين الناس بالصدق و الأمانة.. و الحكمة و رجاحة العقل..
دي كانت شهرته.. كشاب.. و كرجل بين رجال مكة..
فكان هو الصادق الأمين بين الرجال..
و ياترى مين أنسب زوجة للصادق الأمين؟
الطاهرة..
ده اللقب اللي لقبت بيه السيدة خديجة من بين نساء مكة..
السيدة خديجة.. النبيلة.. الحكيمة.. سيدة قريش و أشرف النساء في قريش.. الطاهرة..
ترى في محمد “ص” نموذج الرجولة الحقيقية.. نموذج العقل.. و الحكمة.. و الشرف..و التعالي عن السفاسف..
اتقدملها كتير من الطامعين فيها و في ثروتها من كبار رجال مكة.. فتعرض عنهم .. كلهم..
و تسعى.. لمحمد “ص”..
ايه ده؟.. بقى ترفض الأغنياء و الأكابر… و تسعى لمحمد “ص”.. الفقير؟
ايوة..
السيدة خديجة .. كانت قمة في الحكمة.. و العقل..
فشافت في محمد “ص” نبل المعدن.. و الأصل..
لأنها جربته في ميدان.. قليل جدا ما حد ينجح فيه..
ميدان التجارة ..
فاكرين لما قلنا المرة اللي فاتت ان الفلوس لما بتدخل بين الناس.. بتبان المعادن على حقيقتها؟..
و ازاي ان النبي"ص" دخل الأسواق و اشتغل فيها و احتك بالناس و بمعاملاتهم المادية.. فدخل طاهر.. و خرج طاهر زي ماهو..لم تلوثه المادة..
السيدة خديجة لمست النقطة دي بشدة لما جربت محمد “ص” في التجارة.. و شافت منه الأمانة.. و مش بس كده..
ممكن الواحد يبقى أمين في التجارة.. بس خايب و ينضحك عليه. و القطة تاكل عشاه زي ما المثل بيقول..
لكنها لمست في النبي “ص” الأمانة.. و كمان المهارة.. و الذكاء..
بقدر ماكان أمين و صادق في معاملاته.. بقدر ماكان ذكي...و ماهر..
و محمد “ص”.. شاب. في عز شبابه.. 25 سنة..و بتُعرَض عليه أرملة أكبر منه بـ 15 سنة..
ايه اللي يخليه يرضى بيها؟..
و مش بس كده..
يرضى بيها.. ومايتجوزش عليها.. و بعد ما يتوفاها الله يفضل متحسر علي فراقها لآخر حياته..
يحس ان كل زوجاته ماعوضوهوش عنها.. ماملوش الفراغ اللي سابته في قلبه..
الشاب منا في عز شبابه.. بيحلم بالمانيكان اللي هايتجوزها..
و يقعد يتخيلها بقى.. عاوزها بيضا و شعرها اصفر و عينيها زرق..وملتزمة محجبة..و حافظة القرآن كله..
انا اعرف واحد والله مأجل جوازه عشان بيدور على واحدة ملتزمة و منقبة و حافظة القرآن.. ايه؟. و مش لاقيها؟.. لأ أصله مشترط انها تكون بيضا..
فيعني ربنا ينوله اللي في باله..
اللي اقصده.. ان أي شاب مننا.. حتى كملتزمين.. غالبا ماعندوش استعداد أبدا لتقديم أي تنازلات على الإطلاق في موضوع شريكة حياته و زوجته ده نهائيا.. و بيعلل ده بانه يقولك مانا لازم اعف نفسي..
أما النبي “ص”..
بعد ده كله.. ممكن يتقال عنه انه شهواني؟.. أوبيبحث عن المتعة أو بينظر للمرأة كمتاع؟
اللي يقول كده بعد كل ده.. يبقى مجرد افتراء هزيل جدا..
محمد “ص” .. كان يبحث عن القلب الحنون..
و في نفس الوقت.. بيبحث عن العقل اللي يقدر يشاركه في رحلته و يفهم ايه اللي شاغل باله..
و احنا قلنا قبل كده ازاي انه كان أكتر حاجة شاغلاه.. هي الدين الحق.. البحث عن إجابة..
كان بيدور على السند.. و السكن.. اللي يسكن اليه و يشاركه افكاره و أحاسيسه.. في عالم.. ظهر الفساد فيه في البر و البحر..
فمين يكون السند.. غير خديجة “ر”..
اللي يقرأ السيرة.. يستشف منها ان السيدة خديجة زي ماتكون حست ان محمد “ص” فيه حاجة..
الشخص ده هايكون له شأن.. ربنا بيعده لحاجة..
فاختارت انها تكون الزوجة.. المؤمنة بزوجها.. فعرضت نفسها على محمد “ص” للزواج..
وتزوجها محمد “ص”..
و تمر الأيام..
محمد “ص” عنده دلوقت 40 سنة..
سن النضج..
و بحثه عن الحقيقة.. بيزيد يوم ورا يوم..
فبدأ يبعد..
ينطلق الى الجبال..
يقضي الأيام و الليالي في غار حراء.. يتأمل..يتفكر.. يقلب وجهه في السماء..
اين الطريق؟
و السيدة خديجة.. المؤمنة بزوجها.. ترضى انها ترعاه من بعيد.. لم تعترض.. ولم تتذمر أبدا..
ما أجمل ان الإنسان يحس ان شريكة حياته عندها نفس القضية و الرسالة ..
يوم مايغيب.. هي الزوجة و الأم و ربة البيت..
و يوم مايرجع.. هي الحب و الود والأنس و السكن..
و هي مؤمنة بيه..
حاسة بيه..
و تمر الأيام..
و ينزل الوحي على النبي"ص" بأول سورة “إقرأ”
و يعود النبي"ص" الى السيدة خديجة بيرتعش من الخوف.. “ زملوني زملوني”
فتزمله السيدة خديجة..
و يقبل عليها يحكيلها.. أول شخص يحكيله النبي"ص" عن التجربة الرهيبة دي.. هي زوجته..
...:يا خديجة ((لقد خشيت على نفسي))..
و تشوف موقف السيدة خديجة .. اللي يهزك من جواك..
(( كلا واللّه لا يخزيك اللّه أبداً إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق ))
ياااااه..
ايه اليقين ده..
تخيل..
واحدة.. زوجها يقعد فترة بيعتكف برة البيت أيام و ليالي.. و تصبر..
انما ييجي بعد كده يقولها انا جالي ملك في الغار و نزل عليا وحي من الله..
لأ كده كتير قوي يعني..
انما السيدة خديجة ماشكتش لحظة..
مش باقولك.. ربنا اختارها تكون هي السكن للرسول “ص”..
و مش بس تكتفي بالكلام اللي ينزل كالبرد على قلب النبي"ص" يهديه و يطيب خاطره..
لأ.. دي تاخد موقف عملي.. تتحرك فورا.. تبحث عن أهل العلم.. عشان تتأكد منهم..
و تذهب السيدة خديجة بالنبي"ص" الى ابن عمها “ورقة ابن نوفل”
شيخ كبير. كفيف..لكنه كان تنصر في الجاهلية و كتب الكتاب العبراني و درسه..
فقالت : “يابن عم.. اسمع من ابن أخيك”..
فقال له ورقة : “يابن أخي.. ماذا ترى؟”
فحكاله النبي “ص” على اللي حصل..
فقال ورقة : ((هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى. يا ليتني فيها جذعاً - أي ليتني كنت شابّاً- ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك))
فقال “ص” مدهوشاً: ((أوَ مخرجيَّ هم))؟!
معقولة؟..
فاكرين كل الكلام اللي قلناه.. الصادق الأمين.. الحكيم.. المحبوب بين الناس.. اللي الناس فرحوا بيه يوم ما حكم بينهم في موضوع حمل الحجر الأسود..
معقولة نفس الناس دول.. يطردوا نفس الشخص ده من بلده؟؟ طب ليه؟
فقال ورقة: ((نعم. لم يأتِ أحد. بمثل ما جئت به إلا عودي. وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً))
لكن ورقة..مات بعدها بفترة بسيطة..
و كأن ربنا سبحانه و تعالى مد في عمره عشان يقول الكلمتين دول للنبي “ص”..
“لم يأتِ أحد. بمثل ما جئت به إلا عودي”..
دي سنة الحياة يا محمد"ص"..
الناس اتعودت تقدس فكر الآباء و الأجداد.. بخيره و شره..
صعب جدا انك تيجي في لحظة تقولهم سيبكم من كل اللي فات ده.. كل ده غلط..
صعب انك تيجي على التراث و التاريخ ده كله و عاوز تمسحه بأستيكة.. و الناس يتقبلوا منك ده ببساطة..
سنة.. في كل عصر.. و كل أوان..
حتى دلوقت..
في أيامنا دي.. بتسمعها كتير..
لما تيجي تنصح حد.. أو تدعو حد.. ببساطة بيقولك.. أو لو كان مؤدب بيقولها في نفسه و مايبينهاش..
“يعني معقولة انت اللي صح والناس كلها غلط؟؟؟”
زي القصور الذاتي في الطبيعة.. الجسم المتحرك يقاوم السكون.. و الجسم الساكن يقاوم الحركة..
شيل “الجسم”.. و حط مكانها “الفكر”.. أو “المجتمع”..هايديك نفس النتيجة..
المجتمع اللي اتعود على السكون.. خلاص تراث الآباء و الأجداد غير قابل للتشكيك.. و الدنيا و التاريخ وقفوا لغاية كده..بيقاوموا التغيير سواء كان التغيير ده للأفضل أو الأسوأ..
و فهم النبي"ص" القانون ده من أول لحظة..
فهم ان الموضوع مش بسيط أبدا..
خصوصا انه مش مطلوب منه يغير فكر أهل مكة بس..
ده مطلوب منه تغيير أفكار البشرية كلها..
عشان كده أول ما كلف النبي “ص” بالدعوة زي ماهانشوف ان شاء الله في لقائنا القادم..
بقى لا يكل ولا يمل.. شعلة نشاط في مجال الدعوة..
و في نفس الوقت لأنه فهم القانون ده.. كان بيصعب عليه الناس..
يشفق عليهم.. يعذر جهلهم ((فإنهم لا يعلمون)).
هايموت نفسه في الدعوة عشان الناس تشوف اللي هو شايفه..
عشان ينقذ الناس دول من النار..
بيدعو الناس في كل مكان و في كل وقت..
ده همه..
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذا الْحَدِيثِ أَسَفاً) الكهف 18/6.
رد: الحب الاول فى حياة النبى
بجد موضوع جميل جدا
اللهم صلى على محمد وعلى الة وصحبة اجمعين
جزاك الله خيرا
اللهم صلى على محمد وعلى الة وصحبة اجمعين
جزاك الله خيرا
رد: الحب الاول فى حياة النبى
أشكرك على ردك
بس يارب يكون فى حياة كل انسان منا حب صادق
زى الحب الذى عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم مع السيده خديجه
اللهم امين
فالحياه بدون حب مستحيله
اللهم اجعلنا نحبك ونحب كل من يحبك
بس يارب يكون فى حياة كل انسان منا حب صادق
زى الحب الذى عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم مع السيده خديجه
اللهم امين
فالحياه بدون حب مستحيله
اللهم اجعلنا نحبك ونحب كل من يحبك
مواضيع مماثلة
» عباده الحب فى الله
» كيف تنسى حبك الاول والتانى يعيش ؟؟
» الحب الحقيقى
» الحب من طرف واحد
» صعوبات الحب
» كيف تنسى حبك الاول والتانى يعيش ؟؟
» الحب الحقيقى
» الحب من طرف واحد
» صعوبات الحب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى