منتديات أحلام الشباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عفوا سيدى الرئيس 3

اذهب الى الأسفل

m51 عفوا سيدى الرئيس 3

مُساهمة من طرف ميدو الأحد مارس 23, 2008 10:42 am

مشكلتنا معك, سيدي الرئيس, تبدأ من فهمك لوظيفتك وهي في الواقع خدمة الشعب, لكنك تراها علاقة بين حاكم مطلق اليد في كل أمور الدولة, وبين شعب ما عليه إلا أن يطيع ويصفق ويستحسن ويهلل لانجازاتك العملاقة!
ومشكلتنا أيضا معك هي فهمك للمهام الموكلة برئيس الدولة, فظننت, حفظك الله, أنها تاج وصولجان ومواكب سيارات واستقبالات ولقاءات مع الزعماء وتجنيد كل مسؤولي الدولة الكبار لخدمتك, وتوديعك في المطار, واستقبالك لدى عودتك, والوقوف خلفك في الحفلات وافتتاح مشروعات وحضور مناسبات وطنية ودينية, لذا من أراد أن يبحث عن مسؤول كبير أو وزير أو حتى رئيس الوزراء ووزير الدفاع فعليه أن يبحث عنك أنت أولا, فكلمهم في خدمتك, ويدير شؤون مكاتبهم وكلاء مساعدون أو رجال أمن أو عمال السنترال, ويضيع وقت كل منهم, وهو في الواقع وقت ضائع من الوزارة ومن خدمة الدولة, في مقابل أن يكون قريبا منك لعله يضمن البقاء في منصبه فترة أخرى قبل أن تأتيه ورقة
بحجم الكف يذرف بعدها دمعتين على منصب ضاع, وهيبة تلاشت, وصوت خفت, ولا يملك من أمره إلا لقب الوزير السابق.
كتبت لك من قبل, سيدي الرئيس, عن لغز اختيارك للوزراء والمسؤولين الكبار والمحافظين, والتي لا يختلف مصريان في الوطن أو في الغربة على أنك لا تحسن اطلاقا اختيار رجال الدولة.
يتناقل المصريون أحاديث صريحة عن غضبك وعدم رضائك عن الوزراء النشطين والأمناء والمخلصين والعاملين بجد ومثابرة من أجل شعب مصر العظيم, وقد فهموا سبب توليهم مناصبهم على أنها دعوة للعمل بشرف واخلاص والتقدم صوب الدولة العصرية والادارة السليمة العلمية.
وكانت المفاجآت تصدم أصحاب النيات الحسنة والساذجين والبسطاء, فإذا شمر الوزير عن ساعده, وقرر العمل من أجل الشعب فإن عمره الافتراضي الوظيفي يكون في حكم الأجل المرتقب,كما فعلت مع الدكتور ماهر مهران ( رحمه الله), والدكتورة نادية مكرم عبيد, والدكتور مصطفى السعيد, والدكتور اسماعيل سلام, والدكتور أحمد الجويلي وغيرهم ممن خرج مأسوفا عليه من شعبك.
أما من حقق فشلا ذريعا, وضربت الفوضى وزارته, واستشرى الفساد والمحسوبية والتراجع واهدار أموال الدولة في موقع عمله, فتقربه لك, وتدافع عنه, وتمد له في منصبه, أليس كذلك؟
عندما أصبحت عزبة ماسبيرو نموذجا للفساد والتخلف والمحسوبية والرشوة وتراجع الاعلام المصري سنين عددا, قربت إليك صفوت الشريف, وكاد يصبح الرجل الثاني وهي كلمة ممنوعة في قاموسك, فأنت الأول والآخر والظاهر والباطن, وبيدك الأمر والنهي والسلطة ومستقبل مصر وتحدد أيضا للمصريين فرعونهم القادم ولو استرحموك واستجدوك أن تترك لهم حرية اختيار زعيمهم بعدك, فلن تنصت إليهم لأنك ترى المصريين كلهم أقل شأنا, وغير ناضجين مثلك ومثل ابنك البكر, وأنك وصي عليهم, تحدد لهم ما يأكلونه في بطونهم من سموم, وما يشربونه من مياه غير نظيفة, وما يتنفسونه من هواء ملوث, لكنك تترك لهم حرية الاختيار بين الانتحار وبين الصمت على ظلمك اياهم!
عندما يفتح التاريخ صفحاته لمؤرخي عهدك, مع افتراض أن الثلاثين عاما القادمة من حكم ابنك البكر جمال مبارك لن تمسح من ذاكرة الشعب تفاصيل المشهد المباركي الأول لأربع أو خمس ولايات, ستكون علامات الاستفهام أكثر عددا من الكلمات, ولن يفهم مصري واحد بعد عدة عقود سبب احتفاظك بالفاشلين والمعطلة قدراتهم الذهنية والذين تحوم حولهم الشبهات؟
آلاف من التساؤلات اللغزية ستملأ صفحات تاريخك: لماذا احتفظت, ثم جددت لوزير المالية عاما واثنين وخمسة بعدما قرأت ملفات الفساد عنه وعن وزارته, وهي بيت مال المصريين كلهم؟
لماذا تركت محافظ الاسكندرية السابق ثلاثة عشر عاما يدمر ويخرب في الثغر, وقد توثقت أمامك عشرات الأدلة والقرائن, وكنت تزيحها جانبا؟
لماذا رفضت أصحاب الكفاءات والعلماء والعباقرة ومشروعات تطوير مصر وعصرنة الدولة, واحتفظت , أعني تمسكت, بكل من أثبت فشله في منصبه إلا قليلا ( قطعا نستثني على رأس القلة اللواء محمد عبد السلام محجوب الذي كان من المفترض أن يصبح نائبا لك لو أنك تحسن اختيار رجالك)؟
لماذا أعطيت الضوء الأخضر لضباط الشرطة في طول مصر وعرضها باهانة المواطنين, وتعذيبهم, والحط من كرامتهم, والاعتداء عليهم, واعتبارهم كما مهملا في دولتك الديمقراطية؟
لماذا تحتفظ في سجون الوطن ومعتقلاته بآلاف الأبرياء لمجرد شبهات خلافات أيديولوجية أو انتماءات لجماعات دينية أو سياسية, وذلك دون محاكمة عادلة؟
لماذا حكمت مصر الطيبة والمسالمة التي يطيعك أهلها طاعتهم للفرعون بقانون الطواريء العسكري, ورفضت كل مطالب الشعب, الذي من المفترض أيضا أنك تمثله, برفع القانون, والغاء مَحاكمه العسكرية, وعودة الحياة الطبيعية المدنية؟
لماذا وضعت أصابعك في أذنيك كلما سمعت عن أوجاع المصريين وآلامهم وأحزانهم وبؤسهم في عهدك, وتمنياتهم أن ترحل أو تستقيل أو حتى تهرب, فقد بلغ الغضب حده الأقصى, وفي نفوس المصريين كراهية لحكمك وعهدك لم تشهدها مصر من قبل؟
لماذا استهزأت بمشاكل وهموم أبناء وطنك ورعاياك التي نشرتها صحف ومطبوعات لاثنين وعشرين عاما, وبلغت عشرات الالاف من القضايا العاجلة والخطيرة, فلم تعرها اهتماما, ولم تبد اكتراثا لأهميتها, وظننت أن هذه ليست مهمتك أو وظيفتك أو شروط المصريين عليك قبل أن تصبح رئيسهم وزعيمهم وفي خدمتهم؟ لماذا لم تضع حلا أو نصف حل لأخطر مشاكل الوطن, أي مئات الآلاف من القضايا المعلقة في المحاكم أو التي تنتظر حكما بطيئا أو موت أصحاب القضية, ولو كانت الادارة السليمة العلمية والعصرية أحد اهتماماتك لما شهدت مصر دموع أبنائها بهذه الكثافة الفيضانية, واتعجب من ردود فعلك على أوجاع شعبك, كأنها تسعدك أو تبهجك أو تحقق أهم أهداف حكمك واستمرارك القصري في ولايات لانهائية لأسرة مبارك؟
لماذا عجزت, سيدي الرئيس, عن رفع وصمة العار في عهدك, لتنقل مليونين أو ثلاثة أو أكثر من سكان المقابر إلى منازل لائقة بآدميتهم, ولن تحتاج لأكثر مما نهبه بعض لصوص عهدك من بنوكنا الوطنية, أم أنك ترفض أي مشروع يزيل الغمة عن المصري ويضعه مع باقي الشعوب, حتى الفقيرة التي تأتي العزة والكرامة في أولويات الحكم لديها؟
لماذا رفضت طوال فترة حكمك فكرة مشروع قومي ضخم تشترك فيه كل مؤسسات الدولة لمحو الأمية, ونقل ملايين من رعاياك إلى عالم الكلمة المقروءة والتي بدونها لا تستقيم حياة عصرية, ولا يلمس بلد ركب الحضارة أو يشم رائحتها؟
أم أن الأمية في صالح استمرار عهدك, وضمان لصناديق اقتراع مملوءة بأصوات لا يعرف أصحابها برامج المرشحين أو حتى كتابة أسمائهم؟
لماذا تظن أن وظيفة أو مهمة رئيس الدولة الرئيسية لا تخرج عن اطار الصورة البروتوكولية الظاهرة في الاستقبالات والحفلات والسفر والمحادثات الثنائية, وما أسهل هذه الأمور, وتنسى أو تتناسى أن الزعيم الحقيقي هو الذي يعيش مع شعبه, ويتلمس أوجاعه, ويضع همومه قبل العالم كله, ويحل مشاكله, ويحافظ على خيراته وثروته, ويفسح المجال لأصحاب الكفاءات والقدرات, ويستخرج من بطن الوطن كنوزا من الأدمغة العبقرية, يحافظ عليها ويمنحها الأمن والسلام والمال والوظيفة والمختبر, ويقربها إليه, وينصت إليها, ويستنصحها في كل أمور وشؤون الدولة في الوقت الذي تنفر نفسه العفيفة من المحنطين خلف الزمن وخصوم التقدم وعاشقي البيروقراطية وأعداء الخير للشعب؟
سيدي الرئيس, هل تريد أن تسمع مني الحقيقة التي لم ينقلها إليك إنس أو جن من أقرب مستشاريك ومخلصيك وحوارييك؟
لم يفشل زعيم مصري منذ عصر النهضة في عمله ووظيفته وقيادته وحٌكمه كما فشلت أنت, ولو كان في الأرض عدل لما استمر حكمك عاما أو بعض عام!
لكن من حسن حظك أنك تحكم شعبا طيبا يظن بفرعونه العبقرية والقداسة والاخلاص, ويفرش أمام الطغيان حسن النية, ويبرر الخطأ, ويمنح الزعيم وقتا اضافيا قد يمتد بطول العمر أملا في يوم مشرق جميل قد لايأتي حتى يلج الجمل في سم الخياط!
كنت أظن أنني واحد من قلة نادرة تغرق حتى أذنيها في حلم اليقظة بانتهاء عصرك
وأرسم في مخيلتي مواصفات الزعيم القادم, وأكاد أرى رؤي العين الصقرية المشهد المصري في عهده يتغير, وتشرق الشمس, ويكتشف عشرات الالاف من العباقرة المصريين الذين يسابقون الزمن لوضع مصر على خريطة العالم الجديد, ويلهب حماس أبناء الوطن, ويسد كل منافذ النهب والسرقة والاختلاس, ويحافظ على أموال الدولة, ويمنح مشروعات الانتاج الأولوية وليس فقط مشاريع الخدمات وثقافة التسول.
واكتشفت, سيدي الرئيس, أن هذا الحلم ليس قاصرا على صاحب هذه الكلمات فقط, لكنه يمتد إلى وجدان كل مصري, تقريبا, وأنا على يقين من أنك تستطيع أن تحصي عدة مئات أو آلاف لا يزالون يتمسكون بقيادتك في مقابل عشرات الملايين من شعب مصر العظيم يرفضون عهدك وحكمك ووراثة العرش لابنك البكر الذي اعددته لأكثر من عشرين عاما, وتركت منصب نائب الرئيس خاليا لعل حلم المصريين فيمن يخلفك يبتعد كثيرا عن دستورية تولي النائب في حال زيارة مفاجأة من ملك الموت, فكان جمال مبارك الذي يتعامل معه رجالك ووزراء عاطف عبيد والاعلاميون والمثقفون تعاملهم الحقيقي والواقعي مع رئيس دولة قادم, ومفروض عليهم, ولا حيلة لهم أو مخرج إلا بالقبول والاذعان والرضوخ لنهاية خطة محكمة وضعتها أنت لسنوات طويلة, واغلقت كل المنافذ الأخرى, ولم يبق لنا غير التسليم بتسليم السلطة والعرش والتاج والقصر ورقاب المصريين وخيراتهم وثرواتهم ومستقبل أبنائهم لابنك البكر, فهي رغبتك ولو قامت على أنقاض الوطن كله!
سيدي الرئيس,
كل زعماء العالم وحتى أكثر المستبدين منهم والطغاة يدافعون عن كرامة مواطنيهم في الخارج أو يتظاهرون بالدفاع عنها أملا في تحسين صورة الحكم إلا أنت فقد رخص المصري في عهدك, ولم يعد يهم أن يتم اعتقاله أو ضربه أو سرقته أو تصفيته من الغرب والشرق على حد سواء.
غضبت غضبا شديدا عندما قرأت قبيل الحرب الأمريكية على العراق بأن هناك تعليمات منك باعادة المصريين من العراق وهم تقريبا مليون أو أكثر من رعاياك فضلوا العيش في عراق محاصر وتحت سلطة شيطان بغداد وأجهزة أمنه الدراكيولية عن العودة إلى وطنهم في ظل حكمك.
ثم أعلن العراق أنهم أقل من أربعمئة ألف يفضلون العيش مع اخوانهم العراقيين في الفقر وعدم الأمان وتحت تحت قنابل السيدين بوش وبلير!
ثم أعلنت الحكومة المصرية أنهم أقل من خمسة
وستين ألفا سيتم انشاء مكتب خاص برعايتهم في الأردن, رغم أن مخابرات المملكة الهاشمية تضرب المصريين وتمتهن كرامتهم.
ميدو
ميدو
عضو جديد

ذكر
عدد الرسائل : 54
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

https://4love.hooxs.com : *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى